منتدى الإسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 07/03/2020
https://9slamcom.ahlamontada.com

صفة الحضرة الإلهية من الكتاب والسنة Empty صفة الحضرة الإلهية من الكتاب والسنة

الجمعة نوفمبر 26, 2021 9:46 pm

الحَضّرَة في اللغة هي: الفِناء والساحة.

فمعنى الحضرة الإلهية، هي: الفناء والساحة التي تحيط بالعرش، الذي اتخذه الله تعالى وتقدس مكاناً له.

فما هي صفة هذه الحضرة.

عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صى لالله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء" اهـ

رواه البخاري.

فأثبت في الخبر أن لله عرشاً، وأن عرش الله تعالى على الماء.

والعرش في اللغة، له معانٍ، والمراد به هنا، هو سرير الملك، الذي يجلس عليه.

والماء، هو بحر يعوم في الفضاء، لا يعلم حدّه إلّا الله تعالى.

وعن أبي رزين العقيلي، أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ فقال: "كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء" اهـ رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

والعماء في لغة العرب هو السحاب الأبيض.

والهواء في لغة العرب هو العدم المحض الذي لا شيئة فيه.

وفسّر الإمام يزيد بن هارون - وهو من كبار تابعي التابعين - أن معنى العماء هنا، أي: ليس معه شيء.

فكأنه يرى أن العماء تصحيف والصواب: عمى، أي: عماوة. لا تبصر فيها شيئاً.

وذكر الله في كتابه العزيز أن العرش تحمله الملائكة، وأنه استوى على العرش، أي: اعتدل على العرش، استقر وجلس وقعد على عرشه، قيل: أنهم إربعة، وقيل: ثمانية، والأول أرجح.

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "والله فوق العرش" اهـ

رواه البخاري في خلق أفعال العباد، وبهذا جائت الأخبار المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله في السماء.

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الله تعالى: "حجابه النور - وفي رواية: النار - لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" اهـ رواه مسلم.

فأثبت في الخبر أن لله تعالى حجاباً يحجب ذاته عن خلقه، وفيه دلالة أن من خلق الله من يحد الله تعالى بإذن الله تعالى.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاستأذن على الله في داره" اهـ

رواه البخاري.

فأثبت في الحديث أن لله تبارك وتعالى داراً تليق بجلاله وعظمته، وأن من أراد الدخول إليه في داره، وجب عليه أن يستأذن حتى يأذن الله له، والدار مثل الحجب، مما أذن الله له من مخلوقاته أن تحده وتحجبه.

وقد زعم البعض أن كلمة "الدار" شاذة، لم ترد إلا في رواية واحدة، وباقي الروايات لم يرد فيها ذكر الدار، يريد بذلك إنكار وجود الدار.

والجواب على ذلك: أن كلمة "الدار" وإن لم ترد سوى في رواية واحدة، إلا أن جميع الروايات تتفق على هذا المعنى وتصححه وتؤكده، فقد ورد في جميع الروايات باتفاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاستأن على ربي" هذا ما قاله رسول الله نصاً في جميع الروايات التي رويت عنه، فما الذي يحول بينه وبين الله، حتى أنه لا يستطيع الوصول إليه إلا بعد أن يُستأذن له عليه، إذا هناك حائل بينه وبينه ربه، وهي الدار.

وبما أن هناك من يأخذ الإذن للنبي للدخول على الله تعالى، فهذا يدل على أن لله تعالى حجاباً يحجبون من يريد الدخول عليه، وبالطبع، هؤلاء الحجبة من الملائكة الكرام.

فكل هذه المعطيات، تدل على صحة لفظة "الدار" وإن لم يصرّح بها إلا في رواية واحدة، ولهذا أوردها أمير المؤمنين في الحديث البخاري واحتج بها.

وإذا كانت بيوت مؤمني الإنس والجن من ذهب وفضة، فكيف هي يا ترى دار الله تعالى، لا شك أنها أبهى وأعظم وأجمل.

وهل لهذه الدار سقف ام لا؟ لا يوجد في الأدلة ما يبين ذلك، فقد تكون دار الله بلا سقف من باب كونه سبحانه وتعالى لا يعلوه شيء من خلقه، ولكنه إذا شاء فعل سبحانه وتعالى، وليس في ذلك تنقص لجلاله وعظمته، والله أعلم وأحكم

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعض روايات حديث الشفاعة الطويل: "حتى يأتوني فأنطلق إلى الفحص فأخرُّ ساجداً. قال أبو هريرة: يا رسولَ الله وما الفحص؟ قال قدام العرش" اهـ

رواه الطبري في تفسيره.

فأثبت في الخبر أن قدام العرش الذي هو على الماء موضع يقال له الفحص، يقف عليه النبي عند الشفاعة.

ولا يوجد في الكون العلوي ظلام لأن نور الله تعالى أشرق بالمكان

فمن خلال ما سبق يتبين أن الحضرة تلج بك أولا إلى سحاب أبيض، تفضي بك في وسطها إلى دار الله اعلم بسعتها وجمالها، وأن هذه الدار لها باب، وللباب حجبة، لا يدخل أحد إلى الله تعالى حتى يذهبوا ويستأذنوا الله تعالى لمن أراد الولوج إلى الدار من ملائكة الله أو من أنبياءه، وإذا ولجت الباب أفضت بك إلى بحر، وأن عرش الله على هذا البحر، تحمله أربعة من الملائكة، وأن الله فوق العرش، بينه وبين خلقه حجاب من نور ، وأن قدام العرش موضع يقال له الفحص، يقف عليه من يريد أن يخاطب الله تعالى من ملائكته أو أنبياءه، وهو الموضع الذي سوف يقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة عندما يريد أن يشفع لأحد من أمته.

الجدير بالذكر، أن إبليس لعنه الله، لما هبط إلى الأرض، اتخذ له عرشاً، ووضعه على البحر، لأن الله تعالى أعطاه القدرة على السير على البحر، كما يسير في البرّ، واستوى على عرشه، يتشبه في ذلك بالله تعالى!

عن جابر رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "إن عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة" اهـ

قال الشيخ حامد موسى آدم، في فيلم مسجل، وكان ساحراً مشعوذاً، ثم تاب إلى الله تعالى، وكان له تابع من الجن، أسمه: سهسهوبي: فسأله الشيخ حامد مرة: هل رأيت إبليس؟ فقال: نعم رأيته. فقال الشيخ: وأين هو إبليس؟ قال: في البحر، وعنده مملكة كبيرة في البحر. قال الشيخ حامد، وأشار سهسهوبي بيده إلى جهة الغرب. وذكر الشيخ حامد أنه وحتى تلك اللحظة، لم يكن يعلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم من أن إبليس يضع عرشه على البحر.

والله وحده أعلم وأحكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى